كلية العلوم والتقانة


COVID-19

وجهات نظر علمية مختلفة حول فيروس كورونا المستجد

ا.د. هاطل هاشم الكمالى، ا.د. محمد حبيب أحمد الكنزى، د. الهادى عبدالله آدم أرباب، ا. إسماعيل عبدالله إدريس، ا. أبوبكر يعقوب أبكر، ا. أيمن عزالدين محمد

كلية  العلوم والتقانة - جامعة  أم درمان الإسلامية

مستخلص :

يتناول هذا المقال جوانب عديدة عن جائحة كورونا حيث تم التركيز علي الحقائق البيولوجية لفيروس كورونا  وماهية حقيقته بناءا على الحقائق البيولوجية و فرضيات علم الأحياء الفلكى حيث احتمالية دخول الفيروس للغلاف الجوي عن طريق نيازك فضائية ، بالإضافة الي طرح مقترح فيزيائى لآليات تساعد في  تطوير محفزات ضوئية نانوية فعالة من حيث التكلفة ومستقرة وعالية الأداء وذلك باستخدام تقنيات تصنيعية مختلفة  للوقاية والقضاء على الفيروس بواسطة دمج هذه المواد النانوية بالاقتران مع أنظمة التنظيف الفعالة والممارسة السريرية الجيدة في السيطرة والحد من انتشار الفيروس لأن التطهير باستخدام أكسيد التيتانيوم أقوى من استخدام  الكلور و الأوزون . كما تناول المقال معرفة أهمية العلاقة بين تغيير المناخ مثل درجة الحرارة والرطوبة مع إنتشار الفيروس المستجد. كذلك تطرقتنا الي كيفية وقاية الجهاز المناعي وتقويته من خلال الغذاء الصحي ، ممارسة الرياضة ، الراحة وتناول الأعشاب والنباتات التي أثبتت الدراسات فوائدها. كما اختتم المقال بأهم اجراءات الوقاية من الفيروس حسب المنظمات الصحية.

كلمات مفتاحية: الفيروسات التاجية، نظرية بانسبيرميا، تغيير المناخ، التحفيز الضوئي، المواد النانوية، مقويات الجهاز المناعى، الأعشاب والنباتات الطبيعية،  

الحقائق البيولوجية عن فيروس كورونا المستجد :

تسبب الفيروسات التاجية  (Coronaviruses [CoV]) أمراضاً في الطيور والثدييات والبشر، وسميت هذه الفيروسات بهذا الإسم لأنها تحتوى مسامير شبيهة بالتاج على سطحها، وتم إكتشافها لأول مرة في منتصف الستينيات. وإستنادًا إلى تصنيف اللجنة الدولية لتصنيف الفيروسات(ICTV) ، فإن الفيروسات التاجية هى من رتبة Nidovirales  ذات العائلة Coronaviridae  والعائلة الفرعية .Coronavirinae يتراوح طول جينوم الحمض النووى الرايبوزى موجب  الإتجاه Ribonucleic (+ssRNA)  أحادي الخيط من 26 إلى 32 كيلوباس (kilobases) في الطول وبالتالي لديه أكبر جينوم لفيروسات الحمض  النووى الرايبوزى RNA.

  تنقسم هذه الفيروسات أيضاً إلى أربع مجموعات فرعية رئيسة تسمى ألفا وبيتا وغاما ودلتا. هناك سبعة فيروسات تاجية بشرية تسبب العدوى لدى البشر بما في ذلك فيروس ألفا التاجي (HCoV-229E)، وألفا كورونا فيروس (HCoV-NL63)، وبيتا كورونا فيروس (HCoV-OC43)  بيتا كورونا فيروس (HCoV-HKU1)، ومتلازمة الجهاز التنفسي في الشرق الأوسط  بيتا كرونا فيروس  MERS- CoV (beta coronavirus) أو متلازمة الالتهاب التنفسي الحاد الشديد أو SARS-CoV  (beta coronavirus)  وحديثا فيروس كرونا الجديد (2019-nCoV) (-Novel Coronavirus2019) الذي تم تحديده العام الماضى 2019 والمعروف باسم  SARS-CoV2 ، مما يتسبب في مرض فيروس كورونا فيروس 2019 (COVID-19).

إن فيروسات الجهاز التنفسي مسؤولة عن حالات وفاة على مستوى العالم أكثر من أي عامل معدي آخر. تؤدي الفيروسات التاجية الحيوانية التي تنتقل من الحيوانات (المضيف) للعنصر البشرى إلى عدوى شديدة مع ارتفاع معدل الوفيات ، مثل متلازمة الجهاز التنفسي الحادة الوخيمة (سارس SARS) ، متلازمة الشرق الأوسط التنفسية (ميرس MERS) ، ومؤخرًا مع فيروس كورونا المستجد الذى ينتمى الى سلالة كورونا بيتا 2، لكنه يختلف من حيث الجينات عن فيروس السارس والميرس لأنه حساس جدا للأشعة فوق البنفسجية وإرتفاع درجات الحرارة والرطوبة.

كما أن له القدرة العالية على التغيير في مكونها الوراثي والقدرة على تخطي فعالية الجهاز المناعي والأدوية وبالتالي له إمكانية إصابة اكبر عدد من الانسان والحيوان والطيور كما انه يتضاعف داخل الجسم بكميات هائلة مما يساعده على الانتشار بسرعة فائقة  حيث يعد الأسرع والأكثر إنتشاراً مقارنة بالأنواع الأخرى .

ولضمان بقائه والمحافظة علي نفسه لديه عدة استراتيجيات يتبعها منها :-

  1. التحكم في الدروع  الواقية والتي تجعل الحمض النووي الرابيوزى الموجب  (ssRNA+) حالة كمون دون التأثر بالظروف المحيطة وهي عبارة عن  شريط من (RNA) سالب الشحنة وتكون دائماً في حالة انه خارج جسم  العائل .
  2. السيطرة على استقرار الحمض النووي الرابيوزى (RNA) للعائل .
  3. تعطيل آلية تحلل الحمض النووي الرابيوزى(mRNA) الحامل لرسالة تصنيع البروتين الخاص بالخلية وتوجيهها نحو عمليات تضاعفه داخل الخلية وذلك بواسطة استخدام إنزيمات  النيوكلويز المشفرة للفيروس .

كما ان هناك عوامل بيولوجية  تساعد الفيروس على إصابة الإنسان وهي :

  1. ضعف الجهاز المناعي  وقد يكون هذا نتيجة للإصابة بلأمراض المزمنة كالضغط والسكري وأمراض القلب وأمراض الكلي وامراض الجهاز التنفسي.
  2. مخالطة الأشخاص المصابين  وقد ينتج إنتقال العدوى عن طريق رزاز الشخص المصاب بالعطس أو الرشح لمسافة أقل من مترين أو نتيجة لإستقرار الفيروس على الأسطح أو الأجسام التي يلامسها الاشخاص الحاملين للمرض.
  3. وجود البيئة  الحاضنة له  هو العائل الوسيط .
  4. العامل النفسي للانسان.
  5. السلوك الفردي والمجتمعي

يعتبر فيروس كورونا المستجد من أخطر أنواع الفيروسات لأنه من نوع الفيروسات أحادية شريط الحمض النووى الرايبوزى الموجب (RNA) والتى لها القدرة على تغيير طفرتها الوراثية مما يجعلها أكثر قدرة على تخطى دفاعية الجهاز المناعى للجسم. حيث للفيروس فترة حضانة حوالى 14 يوماً، وفى تلك الفترة فإن الفيروس المستجد يهاجم الخلايا الطلائية (الظهارية  او الكأسية) Epithelial cells وهى الخلايا المبطنة والمغلفة للعديد من أعضاء جسم الإتسان مثل الجلد والقناة الهضمية، ووظيفتها الحماية والامتصاص ونقل وتبادل المواد والتشفير لبعض الوظائف وهي مستقبلات حسية متخصصة  تختلف وظائفها وتتعدد  حسب أنواع أعضاء  الجسم . وتعتبر هذه الخلايا خط الدفاع الأول، ولكن إذا تجاوز الفيروس التاجى هذه الحواجز الدفاعية، فسيتوجب عليها التعامل مع خلايا الجهاز المناعي  الأخرى.

أن الفيروس التاجى المستجد يهاجم خلايا الرئتين مثل الخلايا الكأسية والخلايا الهدبية حيث أن الأولى تنتج مادة مخاطية تعمل طبقة غروية رطبة على الجهاز التنفسي، وهذا يساعد في الحفاظ على رطوبة الرئتين. أما الخلايا الهدبية فهى عبارة عن خلايا ذات شعر قليل عليها تتجه نحو الأعلى. وعلاوة على ذلك، فإنه عند دخول  الفيروس إلى الرئتين عبر الفم أو الأنف فإن سيتعثر فى الشعيرات والمادة المخاطية المبطنة، حيث يتم تجرفها إلى الحلق، ثم إلى إلى المعدة. حيث أنه عندما يسعل الشخص فإنه يبتلع المخاط المخلوط بالفيروس فيخرج من الحلق ويدخل بالتالى إلى المعدة ثم التخلص من الفيروس. ولكن فى حال إصابة الفيروس خلايا الرئتين فإنه سيجبرها على استقبال الآلاف من الفيروسات الأخرى. حيث تتفاعل بروتينات الفيروس التي على سطح الفيروس ببروتينات الخلية من خلال الإلتصاق أو الإمتصاص، ثم يبدأ بالتكاثر الفيروسي من خلال إستنساخ فيروسات جديدة قبل أن تتحرر من الخلية المضيفة، لتنطلق لمهاجمة الخلايا الأخرى.

تعتبر خلايا الجهاز التنفسى هى الخلايا المحببة للفيروس والتي يستهدفها بصورة مباشرة هي خلايا الجهاز التنفسي ويدخلها عن طريق مستقبل معين وهو أهم مستقبل  (ACE-2) والموجود على سطح الخلية . ولكي يتكاثر الفيروس وينظم عمليات النسخ والترجمة يعتمد على استخدام أنزيماته الخاصة ،حيث تعتبر خلايا الجهاز التنفسي المصدر الذي يوفر له البيئة الخصبة للقيام بعمليات  النسخ والترجمة والتكاثر والحماية ومن ثم إعادة الانتشار .

 ونسبة لتعدد الطفرات الوراثية للفيروس المستجد فإنه يمتلك حساسات تعمل على تجنب لأجهزة الكشف المبكر ونظم الإنذار الكيميائي للجهاز المناعى و يبحث عن الخلايا التي يمكن يسيطر عليها دون أن يشعر به الجهاز المناعي. حيث يهاجم الخلايا التائية ويمنعها من التواصل مع بعضها البعض وكذلك الإتصال مع بقية النظم الأخرى للجسم مما يؤدى إلى خلل عام فى الإشارة الكهربائية للجسم وبالتالى يؤثر فى نقل تشويش الإشارات. ولكن عندما يتم كشف هذه الفيروسات بواسطة الخلايا التائية فإن نظام الإنذار المبكر في الجسم يطلق بروتينات تعمل كجرس إنذار تحذر الخلايا المحيطة من وجود الفيروس. ومن ثم حث الأجسام المضادة للعمل والضغط على الفيروس، حيث تخنق المسامير التي يستخدمها الفيروس لمهاجمة الخلايا السليمة وبالتالى تدمير الفيروس. ويتم ابتلاع جزيئات الفيروس الميتة بواسطة خلايا الدم البيضاء الكبيرة. وعلاوة على ذلك،  تصبح الرئتين مليئة ببقايا وأشلاء الخلايا الفيروسية الميتة وعند تراكم العديد من هذه الخلايا الميتة في الرئة يشعر الشخص المصاب بضيق فى التنفس. ويتسبب الفيروس أيضاً فى إضطرابات فى النظام الهرمونى وخلل فى نقل السوائل الخلوية وضغط الدم وخلل فى معالجة الدم غير المؤكسد وبالتالى خلل عام فى وظائف الجسم مثل الجهاز التنفسى والجهاز الهضمى والكليتين . وقد  ينتج عنه توقف الجهاز التنفسي أو  الانسداد الرئوي المزمن و الفشل الكلوي المفاجئ والتي تؤدي إلي الوفاة .............

 

لمتابعة القراءة يمكنك تحميل ملف الدارسة كامل من خلال هذا الرابط وجهات نظر علمية مختلفة حول فيروس كورونا المستجد.pdf